المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

بعد تصريحات أردوغان.. هل تلجأ تركيا لخيار "المعركة" دون اتفاق مسبق مع واشنطن؟

 
   
10:00

http://anapress.net/a/178004297245026
450
مشاهدة


بعد تصريحات أردوغان.. هل تلجأ تركيا لخيار "المعركة" دون اتفاق مسبق مع واشنطن؟
إردوغان- أرشيفية

حجم الخط:

كثرت تصريحات المسؤولين الأتراك عن عمليات عسكرية تركية شرق الفرات، بالتزامن مع تعزيزات وحشود عسكرية تركية باتجاه الولايات الجنوبية المحاذية لمدينة تل أبيض السورية.. تحضيرا لعمل عسكري مرتقب.

تركيا التي تسعى لمنع إقامة كيان كردي شمال شرقي سوريا - ترى أن بقاء تلك المناطق تحت سيطرة هذه القوات يشكل خطرا على أمنها القومي، نظرا لأنها تُبقي إمكانية وصل الكانتونات الكردية في شرقي الفرات بمنطقة عفرين، عبر محور الشيخ عيسى/ منبج/ اعزاز / تل رفعت.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد إن بلاده اتخذت إجراءات حازمة لتحويل منطقتي تل أبيض وتل رفعت شمالي حلب إلى مناطق آمنة.. موضحا أنه "يجب أن تصل المنطقة الآمنة لعمق ٣٠ إلى ٤٠ كم داخل الأراضي السورية انطلاقا من الحدود التركية".

وأردف؛ "هدفنا الحالي هو تطهير تلك المنطقة من الإرهاب بأسرع وقت من أجل تسليمها لأصحابها وسنعقد اجتماعا حول تنسيق انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، يناقشون فيها سبل إنشاء منطقة آمنة وأبعادها في سوريا".

 وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت أن وزير الدفاع خلوصي أكار اتفق مع مارك إسبر القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي على ضرورة إرسال فريق عسكري أمريكي إلى أنقرة على وجه السرعة الأسبوع القادم (الأسبوع الجاري) لبحث إقامة منطقة آمنة في سوريا.

وفي السياق ذاته، تفقد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الوحدات العسكرية التركية العاملة قرب الحدود مع سوريا.. وجاءت زيارة أكار للوحدات العسكرية على الحدود السورية وسط تزايد وتيرة حشد القوات والآليات العسكرية على الحدود واحتمالات قيام القوات التركية بعمليات في تل أبيض وتل رفعت، شرق الفرات.

ومن جهته حذر القائد العام لقوات "قسد" مظلوم عبدي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبلهجة قاسية، من الهجوم على أي منطقة كردية شرقي الفرات، معتبرًا أنَّ ذلك سيحول المنطقة إلى ساحة حرب مشتعلة

وأكد عبدي أنه "لا يمكن أن يتكرر هنا (في منطقة شرق الفرات) ما حدث في عفرين، لن نسمح بذلك أبدا.. إذا بادر الجيش التركي إلى مهاجمة أي من مناطقنا، فسيتسبب ذلك بحرب كبيرة".

وبالمقابل وفي أول تصريح له، أعلن وزير الدفاع الأمريكي المؤقت، مارك إسبر، بقاء القوات المسلحة الأمريكية في سوريا، كجزء من القوة متعددة الجنسيات لمواصلة الحملة ضد "داعش".

وتشهد الحدود السورية – التركية استنفاراً بين مناطق سيطرة "قسد" والجانب التركي وسط تدقيق أمني مشدد و تعزيزات عسكرية تصل إلى الطرفين.. وتعمل "قسد" على إرسال تعزيزات عسكرية من عناصر وعربات مدرعة ومدفعية إلى الريف الشمالي معتمدة على العناصر المجندين قسريًا والمجندين تطوعا.

تساؤلات

وفي ضوء ما يجري على الأرض، تثار تساؤلات عديدة حول إمكانية إقدام تركيا على شن أي عملية عسكرية من عدمها؟ وهل يمكن لتركيا اللجوء إلى خيار المعركة دون اتفاق مسبق مع واشنطن؟ وأخيرا ماهي أهداف هذه العملية إن تمت؟

يقول رئيس المكتب الإعلامي بهيئة التفاوض المعارضة العميد إبراهيم الجباوي: "من خلال ما يجري في الشمال السوري وعدم تمكن روسيا من الحسم العسكري، بسبب الموقف الغربي بشكل عام وعدم السماح لروسيا بأن يكون لها ما تريد في الشمال السوري، لا يمكن لتركيا خوض أي عمل عسكري إلا بالتوافق والاتفاق مع واشنطن بشكل أساسي.. ومع روسيا بشكل ثانوي".

ويعتقد الجباوي خلال حديثه مع  "أنا برس" بأن الاجتماعات الحالية التي تعقد بين الجانب التركي والجانب الأمريكي على الصعيد العسكري قد تفضي إلى اتفاق حول منطقة منبج وشرق الفرات بشكل عام، مضيفاً أن "تركيا لا تريد أي تصادم مع الجانب الأمريكي وبالتالي لن تخوض أية عملية عسكرية دون التوافق مع واشنطن".

ومن جانب أخر يرى الخبير بالشأن التركي، عبد الله سليمان أوغلو، أن كل فترة تكون هناك تعزيزات عسكرية تركية جديدة على الشريط الحدودي مع سوريا، مشيرا إلى أن الرئيس التركي أردوغان وفي أكثر من مناسبة يهدد بين الحين والأخر بفتح عملية عسكرية شرق الفرات.

ويتابع: إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل وتصرح بعض التصريحات لصالح تركيا وتطمئنها فتؤجل العملية العسكرية.. منوها إلى أن هذه المرة أيضا هناك تعزيزات عسكرية تركية كبيرة على الحدود السورية وهناك تصريحات قوية من المسؤولين الأتراك.. ولكن إلى أي مدى يمكن أن تأخذ هذه التصريحات الجدية وتدخل حيز التنفيذ هذه المرة "لا أدري". وفق أوغلو.

وحول أهداف أنقرة في حال تمت أي عملية عسكرية شرق الفرات.. يقول أوغلو أن تركيا تريد تطهير حدودها سوريا والتي تسيطر على قسم منها قوات "قسد".. ملفتا أن تركيا مصرة على تطهير هذه المنطقة من الميليشيات الكردية لحماية أمنها القومي، سواء إن تم ذلك سلما وفق الاتفاقات مع الدول المعنية، أو عن طريق الحسم العسكري.

ويوضح أوغلو لـ "أنا برس" أن ما كان يجعل تركيا مترددة لتحقيق هدفها في تطهير منطقة شرق الفرات، هي الوعود الأمريكية لتركيا بإخراج الميليشيات الكردية من تلك المناطق.. وحتى الأن لم تف واشنطن بوعودها لأنقرة.. مضيفا إلى أنه وبالعكس تماما، واشنطن عملت على تعزيز القدرات العسكرية لقوات "قسد" ومدها بالأسلحة والمعدات.

لذلك -وبحسب أوغلو- فإن العملية العسكرية قد تبدأ في أي لحظة ممكنة، دون التنسيق مع الأمريكان، ولكن يمكن تبليغ واشنطن موعد انطلاق العملية العسكرية ونطاق هذه العملية، مشيرا إلى أن هناك حراك سياسي خلال الأيام القادمة يمكن أن يفضي إلى حل معين بخصوص منطقة شرق الفرات.. وإلا سيكون أخر خيار لتركيا هو تنفيذ عملية عسكرية لتطهير الشريط الحدودي من الميليشيات الكردية.

اقرأ/ي أيضا: خبير عسكري لـ "أنا برس": تركيا لن تشن عملية عسكرية شرق الفرات.. لهذه الأسباب

ويقول المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية، مضر حمادة الأسعد، إن تركيا تسعى وتعمل على تنفيذ المنطقة الآمنة من خلال التفاهم مع واشنطن والتحالف الدولي.. منوها إلى أن المماطلة الأمريكية هي التي أخرت في تحقيقها.. وإنشاء المنطقة الآمنة يعني عودة أكثر من مليون لاجئ سوري إلى مناطقهم سواء في تل رفعت ومنبج وتل أبيض ورأس عين وغيرها.. من المناطق التي تقع تحت سيطرة الميليشيات الكردية.

ويوضح الأسعد خلال حديثه لـ "أنا برس" أنه "ومن خلال لقائته مع المسؤولين الأتراك السياسيين أو العسكريين.. فأنهم يؤكدون على أن تركيا ستقوم بإنشاء المنطقة الآمنة وطرد كل الميليشيات الكردية الموجودة شرق الفرات".. مضيفا "أن مجلس القبائل والعشائر السورية مع تحقيق المنطقة الآمنة وطرد الميليشيات الكردية التي ارتكبت جرائم مروعة بحق أهالي المنطقة."

أقرأ/ي أيضا: مصير شرق الفرات.. بعد التهديدات والتحذيرات الأمريكية لأنقرة