http://anapress.net/a/165694257990279
يبدو أن الاتفاق التركي الأمريكي بشأن مدينة منبج لم يكن مرضيا بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تقودها الوحدات الكردية وتسيطر على المدينة منذ آب/ أغسطس 2016.
وتأتي التفاهمات التركية الأمريكية ضمن تطورات كثيرة تنبئ بأن العلاقة بين واشنطن والأكراد لم تعد متينة كما كانت في ذروة الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وكان القيادي الكردي السوري صالح مسلم قد عبر عن استياء الأكراد من السياسات الأميركية، مشيرا إلى أن علاقة التعاون مع الولايات المتحدة ليست أبدية ومن الوارد أن تتغير، وشدد على أن المصالح هي التي تحكم تحالفات الأكراد في سوريا وأن الأبواب مفتوحة للجميع بما في ذلك النظام السوري. على حد تعبيره.
بالمقابل وصفت وزارة الخارجية الأميركية العلاقة بين واشنطن ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا بالمؤقتة والتكتيكية، وبررتها بظروف الحرب، حيث لعبت قوات سوريا الديمقراطية دورا هاما في استعادة مدينة الرقة من داعش.
يبقى التساؤل المطروح، ما هو مصير قوات سوريا الديمقراطية والمليشيات الكردية بعد الاتفاق الأمريكي التركي؟ يقول ناصر تركماني الخبير السياسي والمهتم بالشأن التركي لـ " أنا برس" إن خيارات قوات سوريا الديمقراطية أصبحت محدودة جدا في منبج وذلك بعد محاصرة الجيش التركي لهم في المدينة، وليس أمامهم إلا التوجه نحو مناطق الجزيرة.
وحول مستقبل قوات سوريا الديمقراطية، يرى التركماني أنه في المرحلة القادمة ستعمل واشنطن إلى تحويل هذه القوات بعد القضاء على داعش أما إلى قوات شرطة محلية في مناطق تواجدهم، أو أن تكون هناك صفقة أمريكية تركية بالقضاء على هذه القوات وإيجاد قوات بديلة غير مرتبطة بحزب العمال الكردستاني في المنطقة.
الرئيس المشترك لـ "مجلس سوريا الديمقراطية" رياض درار، يعتبر أن قوات سوريا الديمقراطية نشأت لتقوم بواجب حماية المناطق تحت سيطرتها بعد طرد داعش وهي ضمن تحالف مع قوات التحالف طالما المبررات باقية فإذا تغيرت الأهداف فلن يبقى الالتزام السابق.
وبحسب درار، الاتفاق الأمريكي مع تركيا حول منبج ضرورة أمريكية وضمن حسابات الصراع البارد مع روسيا ولكنه ضمن حدود لا تؤثر على استقرار منبج وتابعيتها إداريا لمناطق الشمال المحررة.
وحول سعي قوات سوريا الديمقراطية بالتفاوض أو التحالف مع النظام، يؤكد درار لـ " أنا برس " إن التفاوض مع النظام هو ضمن السعي لحل سياسي يمنع التصادم بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام وينسق لرسم معالم حل لصالح المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. على حد تعبيره.
ومن جهة أخرى يرى المحلل السياسي حسام نجار، إن هناك رغبة أمريكية إسرائيلية ظهرت مجدداً بقيام الكنتون الكردي ويتم التهيئة له بكل الوسائل ومنها العسكرة وحتى يحين الوقت فإنه سوف يتم استخدام القوات الكردية لتثبيت ذلك الكنتون وضرب داعش بعد تفريغ المنطقة من قوات النظام السوري والميليشيات الطائفية العاملة معه.
أقرأ أيضا: تركيا تحدد موعد انسحاب القوات الكردية من منبج
ويشير النجار خلال حديثه مع "أنا برس" إلى أن الاتفاق لم يحدد المسافة المحددة لإبعاد القوات الكردية.. وكذلك حجم السلاح الموجود لديها، لذلك تكريس الكنتون سيتم من خارج منبج وصولاً إلى الحدود العراقية شرقاً. مضيفا أنه سيتم العمل على الامتداد جنوباً لخارج البوكمال وشمالا لتل أبيض. هذا يعني أن تدخل القوات الكردية في صراع مع داعش وتوافق مع النظام حسب الرغبة الإسرائيلية.
وكانت واشنطن قد أعلنت على لسان المتحدثه باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيثر نويرت، أن الوحدات الكردية وافقت على مغادرة مدينة منبج بريف حلب، دون أن تعلق على توقيت انسحاب الوحدات التي تتبع لحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" من المدينة....أقرأ أيضا: الخارجية الأمريكية لـ "أنا برس": وحدات حماية الشعب الكردية ستغادر منبج