المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

بحث مفصّل حول الأسلحة الروسية المستخدمة في سوريا ومضاداتها

 
   
16:52

http://anapress.net/a/135993063521774
1017
مشاهدة


بحث مفصّل حول الأسلحة الروسية المستخدمة في سوريا ومضاداتها

حجم الخط:

بعد دخول الجيش الروسي على ساحة الحرب السورية بشكل فعّال وقوي، قام باستخدام أسلحة تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة، وهي ذات أثر تدميري كبير وفتّاك، مقارنةً بالسلاح المستخدم من قبل جيش النظام السوري ضد كتائب المعارضة المسلحة، وحتى المدنيين في كثير من الأحيان.

كانت بعض مواقع الإعلام الروسية، بالإضافة إلى إحدى المواقع التابعة لوزارة الخارجية الروسية، قد نشرت ملخصاً للأسلحة الروسية التي انتشرت في الأراضي السورية، ونستعرضها في هذا التحقيق، إضافةً للمضادات المستخدمة بيد المعارضة، وفاعليتها في صد الهجوم الروسي عليهم.

ونبدأ في الأسلحة الروسية التي أّدخلت إلى سوريا:

المقاتلة سوخوي 30:

تعتمد روسيا بشكل رئيسي عليها، ونشر موقع "روسيا اليوم" صوراً لهذه الطائرة في مطار "حميميم" بريف اللاذقية، وتزود هذه الطائرة بصاروخ ذي رأس حراري موجه ذاتياً، كما يمكن تزويد الصاروخ برأس موجهاً رادارياً، ويشير الناطق باسم القوات الجوية والفضائية الروسية "إيغور كليمكين"، إلى أن مدى الصاروخ يصل إلى 30 كيلو متراً. وتستخدم «سو 30 إس أم» بغرض خوض المعارك القصيرة المدى، وتبلغ سرعتها القصوى 2 ماخ (وحدة سرعة الصوت)، ويمكن أن تحلق في ارتفاع أقصاه 17300 متر، كما تزود هذه الطائرة بمحركين نفاثين متطورين، وبإمكانها أن تحمل 26090 كيلوغراماً.

وتقول وزارة الدفاع الروسية على موقعها الرسمي: ’’إنّ هذه الطائرة من أحدث نماذج السلاح الجوي الروسي، وتمتلك قدرة عالية على المناورة، وتضيف أنها من أحدث الطائرات في العالم، وتحمل صواريخ من طراز (جو ـ جو)، و(جو ـ أرض)، فضلاً عن قدرتها على جمع معطيات استخباراتية واستطلاعية’’.

وباستطاعة هذه الطائرة حمل أسلحة وصواريخ فتاكة من شأنها إحداث تدمير كبير في المناطق المستهدفة، وهو ما تحدث عنه ناشطون سوريون من دمار واسع خلفته الطائرات الروسية خلال قصفها لمناطق المدنيين وسقوط العشرات منهم بين شهداء وجرحى.

المقاتلة سوخوي 34:

تستخدمها روسيا في سوريا، وهي شديدة التدمير، حيث تمتلك مواصفات تقنية وتكتيكية تضمن تفوقها على مثيلاتها في بعض المؤشرات.

تتفوق في بعض مواصفاتها على نظيرتها الغربية F15 بحسب خبراء، حيث صممت هذه الطائرة في العقد الأخير من الحكم السوفياتي لجعلها نسخة مطورة من الطائرة «سوخوي 27». تعتبر  من أكثر القاذفات الروسية تقدماً، وتسمى بحسب قوات حلف الناتو بـ"فولباك".

أشارت قناة روسيا اليوم، أنّ استخدام الطائرة في سوريا يعد أول مهمة تستخدم فيها هذه الطائرات لغايات القتل، وربما تكون قد أرسلت إلى هناك لغاية اختبارها في ظروف معركة حقيقية. وبحسب وسائل الإعلام الروسية فإن موسكو استخدمت هذه الطائرة يوم الجمعة الماضي في شرق سوريا.

مزودة بمنظومة دفاع ذاتي (جو-جو)، وهو ما يعتبر من أهم ميزاتها، علماً أن هناك صواريخ (جو – جو) البعيدة المدى الموجهة رادارياً على مسافة 700 ميل (ما يعادل 1130 كيلومتراً) إلى جانب صواريخ جو - جو المخصصة لخوض المعركة على مدى قصير في كافة الاتجاهات.

المقاتلتان سوخوي24 – سوخوي25:

تعتبران من أهم أسلحة القوات الروسية الموجودة في ترسانة جيش النظام السوري، وتسمى «سو 24» لدى قوات الناتو باسم «المبارز»، فيما يطلق على «سو 25» اسم «فوتس أو رجل الضفدع»، وقد نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن محللين قولهم: ’’إن روسيا تستخدم فوتس لأداء أفضل عندما تكون القواعد العسكرية قريبة من الحدث’’.

ويشار إلى أنّ قوات نظام الأسد تمتلك الطائرة «سو 25»، إلا أن روسيا أدخلت على هذه الطائرة تعديلات وتطويرات حديثة، حتى تستطيع خوض المعارك ليلاً، وهو ما تفتقده مقاتلات النظام.

قنبلة كاب:

تم نشر تقرير مفصل على وكالة "سبوتنيك" الروسية عن هذه القنبلة التي تستخدمها روسيا في سوريا، حيث جاء في التقرير مايلي: ’’إنّ قنبلة كاب 250 هي سلاح روسي ذكي و"فائق الدقة"، والقنبلة مزودة برأس يوجه بالليزر أو عن طريق نظام الملاحة الفضائية الروسي "غلوناس"، ويصف الخبراء هذا الرأس بأنه رأس للتوجيه المعقد، وتقذف القنبلة من حمالتين في الطائرة إحداهما خارجية والأخرى داخل جسم الطائرة، ويصل وزنها إلى 250 كيلوغراماً، وطولها 3,2 أمتار، فيما يبلغ قطرها 285 ملم، ومن صفات الرأس المقاتل أنه يحتوي على شظايا ومتفجرات شديدة الانفجار، حيث يصل وزن الرأس المقاتل إلى 127 كيلوغراماً.’’

وبحسب وسائل الإعلام الروسية، فإن قنبلة «كاب 250» استخدمتها الطائرات الروسية من طراز "سو 34"، و"سو 24" في سوريا.

منظومة الدفاع "بانتسير إس 1":

هي عبارة عن شاحنات مضادة للطائرات موجهة بالرادار، تحمل الصواريخ والمدافع، ومهمتها الدفاع عن قاعدة الطيران الروسية، حيث تستطيع مضادات الطائرات هذه الدفاع عن مناطق صغيرة فقط حول المطار، ما يعني أن تأثيرها محدود، لكن لا بد من استخدامها لكي ترسل إشارات للقوى الجوية الأخرى في سوريا كي تبقى بعيدة عن القاعدة الروسية.

ويشار إلى أنه بجانب هذه الأسلحة تمتلك روسيا مجموعة من السفن الحربية في المتوسط، بعضها مزود بصواريخ "أرض – جو" لضرب الأهداف بعيدة المدى، بحسب قول وزارة الدفاع الروسية.

كما أنّه تم إدخال تسع دبابات من نوع T90 المطورة إلى سوريا، بالإضافة إلى قوات المشاة لم نتأكد من عددها لكنها متواجدة في محافظة اللاذقية.

بالنسبة للأسلحة الموجودة بيد كتائب المعارضة السورية، فهي  تقسم إلى عدة أنواع:

مضادات دروع:                                        

صاروخ الكونكورس: 

وهو صاروخ روسي الصنع، يبلغ مداه أربعة كيلو مترات، ويعتبر ذو قوة تدميره جيدة، ويقسم إلى نوعان: الأول وهو صاروخ الكونكورس العادي، لديه قدرة على خرق الدروع بسماكة 40 سم، والثاني هو صاروخ الكونكورس الترادفي، تصل قدرة خرقه للدروع حتى سماكة 80سم.

استولت كتائب المعارضة على هذه الصواريخ من القطع العسكرية التي سيطروا عليها، كما تم شرائها أيضاً من السوق السوداء

صاروخ الميتس:

صاروخ روسي الصنع، تمتلكه كل من قوات النظام والمعارضة، يصل مداه المجدي  إلى 2 كيلومتر، وقدرة خرقه للفولاذ حوالي المتر.

صاروخ الكورنيت:

تمتلكه قوات النظام، وقد استولى جيش الاسلام وكتائب الجبهة الجنوبية في سهل حوران على أعداد منه، يصل مداه حتى خمسة ونصف كيلو متر، وقدرة خرقه للدروع حوالي 120 سنتمتر وهو موجه ليزرياً.

صورة أرشيفية تظهر مقاتل من حركة حزم يقوم باستهداف دبابة بواسطة صاروخ التاو

صاروخ التاو:

 استخدمته كتائب المعارضة المسلحة بشكل كبير خلال عام 2014، أول من حصل عليه هي حركة حزم وهي فصيل عسكري يوصف بالمعتدل، وذلك بعد تلقي عناصر من الحركة تدريبات عسكرية لمدة 20 يوماً في دولة قطر على كيفية التعامل مع صواريخ "تاو"، التي حصلوا عليها من مخازن المملكة العربية السعودية بموافقة أمريكية، بعد ذلك أمدت وزارة الدفاع الأمريكية معظم الفصائل التابعة للمجلس العسكري للجيش الحر بصواريخ التاو، ولكن بكميات قليلة مثل جبهة ثوار سوريا ولواء العاديات في اللاذقية وألوية العمري في درعا، ولواء فرسان الحق في إدلب والفرقة 101 في حلب، وغيرهم. (حسب أحد قادات الكتائب الذين حصلوا على جزء من الدعم وشاركوا في هذه التدريبات، ويدعى أبو يعرب).

الناشط الإعلامي "فداء الحسين" كان قد صرّح سابقاً لـ"أنا برس" مايلي: ’’إنّ أول إستخدام لصواريخ التاو كان من قبل حركة حزم التي إستطاعت تدمير دبابة في حاجز القياسات في ريف إدلب بتاريخ 31 - 3 – 2014، وتوالى استخدام الحركة لهذه الصواريخ بشكل مكثف والتي أثبتت فعاليتها في معارك خان شيخون ومورك وحلب، حيث أفادت إحصائية بتدمير 12 آلية مدرعة لقوات النظام بينها طائرة حربية متوقفة في مطار النيرب العسكري في شهر تشرين الأول بواسطة التاو’’.

كما ذكر أن لواء العاديات المعارض والذي وصلته تلك الصواريخ ، استطاع تحييد سلاح الدبابات عن المعارك في جبال الساحل ، حيث دمّر 14 دبابة تابعة لقوات النظام في محاور مختلفة في جبهات القتال بريف اللاذقية بالإضافة إلى سبعة مدافع

وصواريخ التاو، هي صواريخ موجهة مضادة للدروع من صنع شركة "هيوز" الأميركية، ودخل السلاح الخدمة في الجيش الأميركي عام 1970، كما تم تصديره إلى كثير من دول العالم، ويمكن إطلاق الصاروخ من منصات أرضية أو منصات تركب على المركبات أو إطلاقه من المروحيات، ويبلغ المدى الأقصى للصاروخ 3750 مترا، وبإمكانه اختراق دروع بسماكة 600 ملم إلى 1000 بحسب فئة الصاروخ. وكان أول استخدام قتالي للصاروخ في عام 1972 في الحرب الفيتنامية حينما نجحت صواريخ "تاو" التي أطلقت من طائرات عمودية في اختراق وتدمير الدبابات السوفيتية الصنع تي- 72، الأمر الذي يجعل منها أسلحة ذات قدرة تدميرية أكبر من غيرها من الاسلحة

ويعتبر صاروخ التاو المستخدم في سوريا هو من أقدم أجيال التاو المصنعة.

مدقع  فوزليكا

الأسلحة الثقيلة:

كل مضادات الدروع التي تمتلكها المعارضة المسلحة، سواء التي استولت عليها في معاركها مع النظام السوري، أو التي حصلت عليها كدعم خارجي، حيث تمتلك كتائب المعارضة الكثير من الدبابات الروسية الصنع، ومن كافة الأنواع مثل دبابات T72 وT62 و T55، وتستخدمها في عمليات التمهيد والاقتحام، بالاعتماد على العناصر المدربة، والتي انشقت عن الجيش النظامي.

عربات الـ BMB روسية الصنع تمتلك كتائب المعارضة بمختلف أطيافها تلك العربات بكثرة، فقد استولت عليها من الجيش النظامي، إضافة إلى عربات الـ BRDM، وعربات الـ BTR.

مدافع الميدان عيار 130 و122، سيطرت عليها المعارضة من قوات النظام، تستخدم لأغراض التمهيد على الحواجز العسكرية قبيل اقتحامها.

مدافع الفوزليكا الروسية الصنع، تشبه المدافع من نوع 122 من حيث نوع القذائف، ولكنها مصنوعة على هيئة عربة مجنزرة، حصلت عليها المعارضة بعد المعارك مع قوات النظام.

مدفع عيار 57 موجود لدى قوات النظام بكثرة وتمتلكه قوات المعارضة، يستخدم كمضاد للطيران المروحي وللتعامل مع الأهداف الأرضية والدشم العسكرية.

صورة أرشيفية تظهر مقاتل من المعارضة المسلحة يقوم باستخدام مدفع مدفع B9

مدفع B9 عبارة عن قاذف مضاد للدروع بحشوات مختلفة، يبلغ مداه 1300 متر، ويستخدم لضرب الأهداف الأرضية والأليات العسكرية، يعتبر جزء من الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها إلى ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة.

قاذف الـ RBG29 هو قاذف صاروخي مصمم لتدمير الدبابات والعربات المدرعة والدشم المختلفة، يحمله فرد المشاة، وهو روسي الصنع، تمتلكه المعارضة بأعداد مقبولة، وله نوعين من الحشوات الأولى تسمى القذيفة الحرارية المضادة للأفراد، والثانية عبارة عن حشوة جوفاء مزدوجة للتعامل مع المدرعات والأليات الثقيلة.

مدافع الهاون "MORTER" بعيارتها المختلفة 82 و120، منها غنمته المعارضة من قوات النظام ومنها ما قدم على شكل دعم لبض كتائب المعارضة، يستخدم للتمهيد على الحواجز العسكرية وضد الأهداف الأرضية الثابتة.

بعد المجازر والقصف الذي قام به الطيران الروسي، يبقى السؤال جلياً، ألا تستطيع كتائب المعارضة التصدي لهذا النوع من الطائرات، وماهي المضادات التي تمتلكها المعارضة؟

أجابنا على هذا السؤال "بسام الحموي"، وهو أحد الإعلاميين الذي قام بتغطية معارك كتائب الفاروق وحركة حزم فيما مضى، حيث قال لـ"أنا برس": ’’لا تمتلك المعارضة المسلحة وبعد مرور أكثر من أربعة أعوام، من عمر الصراع المسلح مع النظام السوري على مضادات الطيران الكفيلة بإسقاط الطيران الروسي الحديث، وذلك لامتناع الدول الداعمة للمعارضة من تزويدها بتلك المضادات، خشية وقوعها بيد التنظيمات المتطرفة. ما تمتلكه المعارضة عبارة عن المضادات الأرضية عيار 12.7 و 14.5 و 23، والذي استخدمته في التصدي لطيران الميغ ولكنه لا يعتبر سلاحاً فعالاً كون مداه لا يتجاوز 3 كم، ونسبة إصابته قليلة، تحتاج المعارضة لإسقاط طائرات السوخوي الروسية إلى الصواريخ الحرارية المضادة للطيران’’.

وتابع "الحموي" قائلاً: ’’ظهرت في الفترة الأخيرة تسريبات ومعلومات صحفية، أنّ المملكة العربية السعودية وبضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، بصدد تزويد المعارضة بالصواريخ المضادة للطيران، لإعادة التوازن في الحرب الدائرة بين نظام الأسد ومعارضيه، واستنساخ تجربة إمداد المعارضة بصوارخ التاو المضادة للدروع، والتي كان لها الدور الكبير في مساعدة المعارضة على التصدي لدبابات النظام وألياته الثقيلة’’.

بعد كل المعلومات التي وردت، لم تتوافر لنا معلومات دقيقة عن ماهية السلاح المضاد للطائرات الذي تم إدخاله إلى سوريا، خصوصاً إذا ماعلمنا أن صواريخ الكونكورس مداها المجدي 4كم فقط، وصواريخ الستينغر مداها المجدي 3.5كم فقط، في حين أن الطيران الروسي يحلق على علو مقارب لـ20 كم تقريباً.

وهنا يتم طرح السؤال: هل نحن في صدد الحديث عن منظومة دفاع جوي كبطاريات الباتريوت؟

ويزيد المشهد غموضاً على السبب الحقيقي لتزامن سحب بطاريات الباتريوت عن الحدود التركية السورية بتاريخ 16-08-2015.