المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

سوتشي.. الغموض يلف مصير إدلب

 
   
10:54

http://anapress.net/a/132645689963990
610
مشاهدة


سوتشي.. الغموض يلف مصير إدلب
صورة أرشيفية

حجم الخط:

تصريحات روسية متناقضة ومتضاربة حول مصير إدلب.. فما إن انتهت قمة سوتشي بالأمس بين روؤساء تركيا وإيران وورسيا الذين ناقشوا الوضع في سوريا وملف إدلب خاصة، قالت روسيا إنها لا تخطط لأي عمل عسكري في محافظة إدلب.

وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف اليوم، الجمعة 15 من شباط، قال فيها، "لن تكون هناك عملية عسكرية في إدلب، لكن يوجد خطوات تهدف إلى تطهير إدلب من الجماعات الارهابية التي تسيطر الأن على جزء كبير من هذه الأراضي". (المصدر)

فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس لنظيريه التركي والإيراني، أنه يجب عدم التغاضي عن وجود "جماعات إرهابية" في منطقة إدلب السورية..

وأشار بوتين إلى أن "روسيا وتركيا وإيران اتفقت على تحركات إضافية، لإخلاء محافظة إدلب السورية من بؤر الإرهاب الساخنة"، مضيفًا: "أنه ينبغي ألا نتسامح مع وجود جماعات إرهابية في إدلب، ولهذا السبب أقترح أن ندرس تحركات ملموسة عملية، يمكن أن تتخذها روسيا وتركيا وإيران للقضاء تمامًا على هذه البؤر".

ومن جهته قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في قمة سوتشي أمس الخميس، وفق رويترز، إنه يدعم أي مسعى لتطهير منطقة إدلب بسوريا من مقاتلين كانوا ينتمون من قبل لجبهة النصرة، وأضاف أنه سيكون من الخطأ تركهم يخرجون من مأزقهم لمجرد أنهم غيروا اسمهم.

وكانت روسيا قد أعلنت أكثر من مرة أن صبرها قد نفذ بخصوص الوضع في إدلب في إشارة إلى المجموعات "الإرهابية"، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، التي باتت القوة الأكثر سيطرة وانتشاراً فيها.. وإنه لا يمكن القبول ببقاء التهديدات الإرهابية في إدلب إلى الأبد، بحسب وكالة "روسيا اليوم" الروسية.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، قد أكد قبل أيام، إن إدلب هي آخر منطقة عاملة بين مناطق خفض التصعيد الأربع التي تم إنشاؤها في عام 2017. (اقرأ/ي أيضاً: تفاهمات روسية تركية على ملفي إدلب وضرب المشروع الانفصالي في سوريا).

وتابع أنه منذ البداية تم التأكيد في جميع اتفاقياتنا حول مناطق التصعيد، أن هذا تدبير مؤقت، وهذا يعني أنه لا يمكن الاعتراف من جانب أي طرف باستمرار الوضع في هذه المنطقة على هذا النحو إلى الأبد.

في المقابل، أعلنت أنقرة رفضها أي عملية عسكرية مشتركة مع روسيا في محافظة إدلب السورية، معتبرة أن وجود مجموعات متشددة لا يبرر مثل هذه العملية التي ستخلف ملايين اللاجئين،

 ورأت أنقرة أن هناك استفزازات تهدف إلى تقويض اتفاق سوتشي الذي تم التوصل إليه بين الرئيسين التركي والروسي في 17 سبتمبر الماضي، بشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، عبر هذه الجماعات المتشددة.

ملف إدلب

وفي ضوء نتائج مؤتمر سوتشي بالأمس يبقى التساؤل المطروح، ما هو مصير إدلب وما هو مصير الفصائل الموجودة فيها؟ وهل هناك أي عملية عسكرية مرتقبة؟ يقول رئيس مجلس سوريا الأحرار سابقا، أسامة بشير إن "إدلب  لم تكن يوما بعيدة عن أنظار النظام والروس، وسوتشي كان حلا مؤقتا كما صرح الروس عدة مرات بذلك، والتفاهم بين تركيا وروسيا حول ادلب هو في شد وجذب".

وبحسب تصريحات البشير لـ "أنا برس"، فإن "حديث الروس عن إعادة إحياء اتفاقية أضنة يعني على تركيا التخلي عن إدلب والتعاون من النظام أمنيا وهذا ما كرره الرئيس الإيراني والرئيس الروسي أكثر من مرة في قمة سوتشي بالأمس"، مرجحا أن "وضع إدلب لن يبقى على حاله وما يقال عن اتفاق سيحول إدلب لمنطقة منزوعة السلاح لن يكون لصالح الثورة وإنما هو حل للنظام". (اقرأ/ي أيضاً: هذا ما يحمله مؤتمر سوتشي للسوريين).

وحول مصير الفصائل الموجودة في إدلب يعتقد البشير بأن "مصير الفصائل هو تجميعها تحت قيادة واحدة من قبل تركيا وتحويلها لغصن زيتون آخر"، مشيرا إلى أن "إدلب مستقبلا ستدار من قبل شرطة مدنية مشكلة من الجيش الحر، وربما تكون هناك اتفاقيات أخرى لمشاركة شرطة مدنية من النظام وبضمانات تركية روسية"، على حد تعبيره.

الحاضر الغائب

وبدوره، يرى الخبير الاستراتيجي، أحمد حمادة، أن "ملف إدلب هو الحاضر الغائب على طاولة سوتشي، وبالتالي لم يتم إيجاد أي صيغة ترضي الأطراف الثلاثة فيما يخص مصير إدلب، لذلك تم الإعلان عن قمة أخرى في شهر نيسان/ أبريل المقبل".

ويعتبر حمادة، في تصريحات لـ "أنا برس" أن "التصريحات التركية والروسية وحتى الإيرانية ترغب بإبقاء الوضع كما هو عليه، مع ملاحظة وجود ضغط روسي إيراني على بأنها تأخرت كثيرا في معالجة موضوع الفصائل المتشددة".

وبحسب حمادة فإنه "لا يتوقع أن يكون هناك أي اتفاق نهائي، أو توافق بالوقت الحالي هو مصير إدلب"، مشيراً إلى أنه هناك بعض الإشارات والتطمينات الروسية لتركيا فيما يخص شرق الفرات بشرط تفعيل وتنفيذ أنقرة باتفاق أضنة.. مضيفا أن تركيا بالوقت نفسه تصر على المنطقة الآمنة شرق الفرات.

ويستمر الجدل واللغط الدائر حول مصير إدلب والفصائل الموجودة فيها، وهو الجدل الذي تعززه المواقف الدولية المتباينة إزاء مصير آخر مناطق المعارضة السورية. 




كلمات مفتاحية