المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

قهر الرجال.. نماذج أليمة في سوريا

 
   
12:25

http://anapress.net/a/11840960391576
1917
مشاهدة


قهر الرجال.. نماذج أليمة في سوريا
قهر الرجال- أرشيفية

حجم الخط:

إن كان العالم قد خصص يومًا للاحتفال بالرجل، فكم يوم يحتاج الرجل السوري بصفة خاصة في ظل الأهوال التي لاقاها خلال سنوات الحرب منذ العام 2011؟

"الرجال تعرضوا لمحنة كبيرة وخاصة الشباب.. ولو صح التعبير فقد اعتمدت عليهم الحرب بشكل أساسي في حين أن من خطط لها هم الأكبر سنًا"، بحسب تغريدة .لمراسل قناة الجزيرة في سوريا صهيب خلف، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

وتحتفل الكثير من الدول اليوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) باليوم العالمي للرجل، وهو فرصة "لمعالجة قضايا الشباب والكبار، وتسليط الضوء على الدور الإيجابي ومساهمة الرجال في الحياة في الأرض وتعزيز المساواة بين الجنسين"، بحسب أهداف اليوم التي حددتها اللجنة المنظمة.

"القهر" عنوان عريض لمعاناة الرجل السوري بصفة خاصة، فمن نجا منهم من الموت سواء في المعارك أو في رحلات النزوح والهروب أو متأثرًا بتردي الأوضاع الداخلية، واجهه قهر يلازم رجال سوريا، ما بين قهر الرجال العاجزين عن تأمين حياة كريمة لأنفسهم وأسرهم أو توفير أدنى مقومات الحياة من مأكل وملبش ومشرب وعلاج، أو حتى علاج أنفسهم أو ذويهم المصابين، وقهر الإصابة والمرض.

إن كان العالم قد خصص يومًا للاحتفال بالرجل، فكم يوم يحتاج الرجل السوري بصفة خاصة في ظل الأهوال التي واجهها خلال سنوات الحرب منذ العام 2011؟
 

القصص التي رصدت "أنا برس" الكثير من تفاصيلها خلال السنوات الماضية تظل شاهدة على "قهر الرجال" في سوريا، فليس ببعيدٍ هشام سعيد البشاش من مهجري الغوطة الشرقية، ذلك الأب الذي فقد عائلته ويفقد أطرافه في حال عدم علاجه.

حولت صواريخ الأسد عائلة الشاب سعيد البشاش قبل خروجه من الغوطة الشرقية من شمعة منيرة إلى لوحة سوداء مظلمة عندما قتلت أطفاله الستة وزوجته. (القصة كاملة: مأساة أب فقد عائلته ويفقد أطرافه في حال عدم علاجه).

يناشد هشام المنظمات والمؤسسات الطبية إخراجه إلى تركيا لكي يتلقى العلاج، وكما نقل أحد أقربائه لـ "أنا برس" إن حالته تزداد سوءا.. لأن درجة الإصابة مرتفعة جداً، والقيح الذي يخرج من رجله اليسرى بحاجه لإيقاف بشكل مباشر لتفادي خسارة الرجل اليسرى، وأضاف أن اليد اليسرى أيضا فيها ضياع بالمفاصل وفيها خراجات بحاجة للعلاج المباشر.. وإلا سيتحول هشام إلى شخص متوفي على قيد الحياة.

وكذاك خالد محسن أبو سعيد (صاحب الـ 49 عامًا) وغيره الكثيرون من المهجرين الذين عجزوا عن توفير مسكن مناسب لهم ولأسرهم. والذي قال لـ "أنا برس": مجموعة من العائلات ممن لديهم أطفال صغار وبعضهم أطفال رضع وغيرهم ممن يبحثون عن مكان للعيش، اضطروا جميعهم إلى أن ينادوا بأعلى صوت في كل مكان ليسمع العالم، ويعلم أن معظم الغرف خالية من الشبابيك والأبواب، ويدخل إليها الريح من الشمال ويخرج من الجنوب، فلا نافذه تمنع برد الشتاء ولا أبواب تحميهم وتدخل إلى قلبك الشعور بالأمان.. ينادي الصغير منهم قبل الكبير طالبًا العون لعل أن يخرج أحد ويقدم لهم يد الدعم في أصعب الظروف، ويعمل على إصلاح الصرف الصحي أو إدخال المساعدات الغذائية لهم ولأطفالهم.

"أرجوك" كررها مرارا أبو سعيد  في رسالته لـ "أنا برس"، طالبًا المساعدة للعائلات التي تسكن غرف بالقرب من السكن الجامعي في إدلب، يناشد من خلالها العالم حتى يصل صوته لمساعدة القاطنين داخل تلك الغرف والذين فقدوا كل أموالهم وأملاكهم وحتى أحلامهم. (القصة كاملة: أسر سورية تقاوم لتصل حد الفقر!).

وأي قهر ذلك الذي يواجهه أب يرى ابنته تتألم أمام عينيه دون أن يستطع أن يفعل لها شيئًا، على غرار والد الطفلة ماريا طه (من أبناء مدينة دوما، تبلغ من العمر تسع سنوات)، والتي أصيبت في حملة قوات الأسد العسكرية الأخيرة على غوطة دمشق في مدينة دوما "عند استهدافها بالمواد الكيماوية في نهاية شهر أبريل (نيسان) من العام الجاري ٢٠١٨ قبل عملية التهجير بأيام قليلة".

والد الطفلة ماريا وجه رسالة عبر مقطع فيديو مصور، متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه إنه يتمنى أن يساعده العالم لينهي ألم ابنته ويعالجها قريبًا ويبعدها عن أدوية المسكنات التي لا تستطيع التوقف عنها ولا حتى ليوم واحد، على حد قوله، فماريا "عاشت مرار التهجير من الغوطة إلى الشمال في أول أيام إصابتها وبقيت في المخيمات حتى استطاعت عائلتها تأمين منزل متواضع بأجر مادي قليل". (القصة كاملة: مأساة طفلة سورية تُناشد العالم من أجل "العلاج").

وأي قهر ذلك الذي يواجهه رجل اضطر لترك عمله بسبب الصراع القائم، ولديه سبعة أبناء يعانون من إعاقات. تشرح زوجته لـ "أنا برس" الحالة بقولها: "أشعر بالوحدة مع سبعة أبناء، القهر والألم يملأن قلبي من الداخل، والدهم  ترك عمله من جديد بسبب الحرب وعدم القدرة على الانتقال مؤخرا من مناطق النظام إلى مناطق المعارضة، وظلام الليل يزداد سوادًا يومًا بعد الآخر فأبنائي جميعهم بين معاق فكريًا أو أصم وأبكم".(القصة كاملة: قصة عائلة تعاني من الإعاقات في ظلام الحرب وأب بلا عمل).

قصص قهر تفيض بها الساحة السورية يتشارك فيها الرجال والنساء والأطفال.. آباء يرون أطفالهم يعانون أمام عينهم دون وليس بوسعهم إغاثتهم

أم محمد تساعد أبناءها جميعهم في شتى تفاصيل حياتهم وهي مسؤولة عنهم في كل خطواتهم وتحاول باستمرار تأمين الحياة المريحة والتهدئة لهم، بينما تواجه مصاعب لم تقدر عليها، فما الأب الذي يقف أمام كل تلك المشاهد عاجزًا أن يكون له دور بسبب فقدان عمله انطلاقًا من الأوضاع الحالية؟

وليس ببعيد قهر الرجال المهجرين أو اللاجئين، وهم المعرضون للكثير من المخاطر في بلد اللجوء، ليس أولها المضايقات الأمنية أو حتى التعرض للقتل، كما حدث مؤخرًا للشابة غنى أبو صالح التي قتلت في مدينة غازي عنتاب التركية.

"هل ستهتمون بمقتل ابنتي كما اهتممتم بمقتل خاشقجي؟! أوصلوا صوتي أصدقائي وأحبتي وشاركوا منشوري ليصل إلى أعلى المستويات.. طفلة تقتل بالشارع العام بغازي عنتاب"، كلمات يلؤها القهر والأسى لوالد الفتاة نبيل أبو صالح. (اقرأ/ي أيضًا: والد الفتاة المغدورة "غنى" يكشف لـ "أنا برس" آخر مستجدات التحقيق بقضية ابنته).

وليس ببعيدٍ قهر الرجال في السجون، ولا المختطفين أو المعتقلين من قبل النظام أو فصائل معارضة. وجميعها قصص قهر تفيض بها الساحة السورية، ذلك القهر الذي لا يختص به الرجل وحده، لكنه قهرًا تتشارك فيه الأسر السورية بسيداتها وأطفالها وعجائزها أيضًا، لكنّ الضغوطات تُحمل على عاتق الرجل باعتباره العائل في كثير من تلك الأسر، والذي كثيرًا ما يقف مكتوف الأيدي ليس بوسعه فعل شيء تحت وطأة كل تلك الضغوط القاهرة. (اقرأ/ي أيضًا: مناشدات من سجن حماة المركزي).

 

 

 

 

 

 

 

 




كلمات مفتاحية