المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

داعش.. هل يموت الزمّار وتبقى أصابعه؟

 
   
10:20

http://anapress.net/a/109695449927123
784
مشاهدة


داعش.. هل يموت الزمّار وتبقى أصابعه؟
هل ما يزال داعش يحتفظ ببنيته وقوته؟- أرشيفية

حجم الخط:

هزائم متتالية مُني بها تنظيم داعش الإرهابي، في إطار تضافر الجهود الوطنية والدولية في مكافحة الإرهاب، بشكل خاص في سوريا والعراق، وكذا في دولٍ أخرى حملت على عاتقها مُهمة مكافحة الإرهاب نيابة عن العالم. أوجدت تلك الهزائم تفاؤلًا واسعًا بانتهاء الخطر الداعشي إلى الأبد في ضوء انحصار التنظيم وتقلصه بصورة لافتة، إلا أن توقعات أخرى تميل إلى اعتبار أن التنظيم قد يعود تحت مسميات جديدة، على أساس أنه ربما قادر على إعادة التمحور أو أن تنبثق عنه جماعات أخرى كما انبثق داعش نفسه من القاعدة؛ وذلك بالاستفادة من الموارد المالية التي حصل عليها التنظيم في فترة ازدهاره وقوته بخاصة في فترة ما بعد العام 2014.

الجماعات الإرهابية على شاكلة داعش هي جماعات انشطارية، جرت العادة أن تُكفر بعضها البعض
 

الجماعات الإرهابية على شاكلة داعش هي جماعات انشطارية، جرت العادة أن تُكفر بعضها البعض ومن ثم تخرج منها جماعات أخرى، بحسب ما أكده محللون في تصريحات متفرقة، لكن الاختلاف بقي على مصير داعش، هل هو قادر على التمحور بعد فترة كمون –سواء طالت أو قصرت- ومن ثم يعود إلى الواجهة من جديد بمسميات جديدة، أم أنه سيتلاشى ويصبح سطرًا في التاريخ الأسود للجماعات الإرهابية التي عانت منها المنطقة؟

ثمة معطيات لا يُمكن تجاهلها لدى الإجابة عن ذلك التساؤل، هي معطيات كانت ماثلة في الكثير من التعليقات، أهمها حجم ما حصل عليه التنظيم من موارد، وما إن كان قادرًا على تأمين موارد أخرى أو دعم من أطراف ليس من مصلحتها انتهاء موجة الإرهاب الداعشي الذي تستفيد منه، فضلًا عن مدى نجاح الجهود الوطنية والدولية في إحكام السيطرة على الأوضاع الميدانية –بخاصة في سوريا والعراق- لملاحقة ذيول التنظيم وفلوله كي لا يتم استخدامهم كوقود لموجة جديدة من الإرهاب تحت اسم داعش أو بمسميات أخرى، ويمكن الإشارة هنا أيضًا إلى مدى نجاعة الجهود الهادفة إلى "المواجهة الفكرية" وتجديد الخطاب الديني باعتبارها وسيلة يمكن من خلالها مواجهة تلك الأفكار. (اقرأ/ي أيضًا: ناقوس الخطر.. هذه هي أبرز نقاط "قوة" داعش الكامنة).

نهاية حتمية

الخبير في شئون الجماعات الإسلامية الدكتور خالد الزعفراني، يقول، في تصريحات خاصة، إنه بالنظر إلى حضور الجماعات التكفيرية في التاريخ فإنها عادة ما تمر بفترات تبدأ بفترة الازدهار ثم تقوى وتحقق انتشارًا واسعًا حتى أن بعضها في فترة من الفترات استطاع أن يقيم دولًا، ثم تتراجع حتى تنتهي وما تلبث أن تصبح سطرًا في التاريخ، وعليه فمن المتوقع – في ضوء الهزائم المتتالية التي واجهها تنظيم داعش- أن يكون في طريقه التام للانهيار خلال الفترة المقبلة، وهي نهاية حتمية كانت متوقعة له وفق ما جرت العادة.

وردًا على سؤال حول ما إن كان التنظيم قادر على العودة تحت مسميات جديدة، أو أن تنبثق عنه جماعات جديدة كما انبثق داعش نفسه من القاعدة، يقول الزعفراني إن من سمات تلك الجماعات التكفيرية أنها جماعات انشطارية، عادة ما تُكفر بعضها بعضًا وتخرج عن بعضها جماعات أخرى، لكن في ضوء الضربات القاصمة التي وجهت للتنظيم الداعشي الآن فمن غير المتوقع أن تنبثق عنه جماعات أخرى، ومن المتوقع أن يكون داعش نهاية تلك الجماعات التكفيرية بشكل كبير.

رأي الزعفراني وإن كان الكثيرين يتفقون معه إلا أن ثمة تحذيرات أخرى من قدرة التنظيم الداعشي على العودة من خلال قدرته على التمحور، استغلالاً لبعض الموارد التي لايزال يستطيع أن يؤَمنها ويقوي نفسه من خلالها، وهو ما أشار إليه تحليل نشره الكاتب كولن كلارك، في مجلة فورن بوليسي الأميركية مؤخرًا، حذر فيه من قدرة داعش على الاستمرار من خلال قدرته على الحصول على موارد جديدة يعزز من خلالها مركزه،  بخاصة من خلال عمليات تبييض الأموال التي نجح من خلالها في تهريب نحو 400 مليون دولار من خلال شركات تعمل كواجهة للتنظيم.

ذلك  فضلًا عن عائدات النفط التي كان قد استفاد منها بنحو 500 مليون دولار، وكذا ما حصّله في وقت سابق من ضرائب في المناطق التي كان يفرض سيطرته عليها بقيمة 360 مليون دولار. وعلى رغم التراجع الواسع لإيرادات التنظيم فإنه في الوقت ذاته يواجه تراجعًا في المصروفات أيضًا بعد خسارة غالبية المناطق التي كان يسيطر عليها. (اقرأ/ي أيضًا: داعش.. فُرص العودة في سوريا والعراق).

تمحور

يتفق الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية سامح عيد، في تصريحات خاصة، مع ذلك الطرح إلى حدٍ كبير حين ذكر أن العادة قد جرت في العقود الماضية أنه ما إن تنتهي جماعة إرهابية إلا وتظهر موجات متتابعة تكون كل موجة أكثر قوة من سابقتها، على اعتبار أن القادة ينتهون وأثناء المعارك يظهر قادة جدد، فمن أبي مصعب الزرقاوي لأسامة بن لادن والبغدادي والظواهري على سبيل المثال. إذ يظهر المزيد من القادة بخاصة القادة الميدانيين، مستدلًا في السياق ذاته بالتقرير الذي أصدره مجلس الشيوخ الفرنسي، حول عدد الإرهابيين الذين التحقوا بتنظيم داعش من جنسيات مختلفة، ويصلوا إلى 40 ألف شخص في سوريا والعراق، تم القضاء على نسبة منهم لكن النسبة الأخرى لازالت موجودة وتحمل الأفكار نفسها، سواء بقيت في سوريا والعراق أو فرت إلى ليبيا أو مصر وغيرهما.

وعليه، فإنه –بحسب عيد- ربما انتهى اصطلاح داعش الذي يرمز إلى السيطرة على العراق والشام، لكن الأفراد موجودون ويشكلون خطرًا، ذلك بالنظر أيضًا إلى حجم الدعم الخارجي الذي يصلهم من قبل قوى لها مصلحة في استمرار موجة الإرهاب، فضلًا عن الموارد التي نجح التنظيم في تحصيلها خلال فترات ازدهاره، وجميعها موارد مقدرة بعدة مليارات ربما ذهبت إلى الأفراد والتكتلات التي تمكنهم من أن يبقى التنظيم حيًا مع الوقت، كما أنهم قادرون على الحصول على دعم جديد.

دعم خارجي

يتفق ذلك الطرح مع ما ذهب إليه نائب وزير ادفاع الروسي ألكسندر فومين في كلمته أثناء منتدى شيانغشان الدولي الثامن للقضايا الأمنية في العاصمة الصينية بكين الشهر الماضي، عندما ألمح إلى امتلاك الإرهاب في سوريا قدرات وتقنيات تكنولوجية هائلة ليس بوسعه تصنيعها في الصحراء، ملمحًا إلى حصول الإرهاب على دعم خارجي.

ويمكن هنا الإشارة إلى تحليلٌ آخر كتبه سيروان كاغو بموقع "فويس أوف أميركيا"، تحدث فيه عن نقاط قوة داعش، على اعتبار أنه لا يزال يمتلك نقاط قوة، بدليل نجاحه في تنفيذ عدد من العمليات، ففي العراق يسيطر على مناطق في الأنبار وكركوك ويسعى لتأليب الرأي العام ضد الحكومة، ولاتزال تهديداته وخطورته ماثلة في نينوى والأنبار وكركوك وصلاح الدين ويعتمد على الظهر الصحراوي لتغطية ظهره، وفي سوريا يسيطر على نسبة تصل لواحد في المئة لكن يحتفظ بوجود مؤثر في وادي نهر الفرات الأوسط ويستغل المنطقة الصحراوية.




كلمات مفتاحية