المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

استراتيجية إسرائيلية جديدة لطرد إيران من سوريا.. فهل تنجح؟

 
   
13:58

http://anapress.net/a/105769347999121
713
مشاهدة


استراتيجية إسرائيلية جديدة لطرد إيران من سوريا..  فهل تنجح؟
قوات إسرائيلية- أرشيفية

حجم الخط:

"الجيش الإسرائيلي سيعمل على تغيير سياسته ضدّ إيران للضغط عليها من أجل الانسحاب من سوريا"، بهذه التصريحات أكد وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، نفتالي بينت، أن هناك استراتيجية جديدة ستعتمدها تل أبيب تجاه الوجود الإيراني في سوريا.. وفق صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

وبحسب بينت فإنه على إسرائيل أن تستغل الإضرابات الداخلية الإيرانية في هذا الوقت بالذات لردعها عن البقاء في سوريا وخاصة مع تصاعد الاحتجاجات ضد وجودها وسيطرتها في كل من العراق ولبنان، وبالتالي على إسرائيل أن ترسل رسالة لإيران مفادها بأن إسرائيل لن تسمح لها بالوجود العسكري في سوريا.

ويتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي عن "سياسة جديدة، تنص على شن هجمات متواصلة ومنتظمة على القوات الإيرانية في سوريا، إلى حين طردها من هناك، مع استغلال ظروف الفترة الحالية، التي تشهد فيها إيران أزمة عميقة في الداخل وأيضاً في العراق، وقت يواجه حليفها، "حزب الله"، في لبنان، تحدياً مماثلاً يجعل احتمالات تدخله فيما يحدث بين إيران وإسرائيل في سوريا ضئيلة".

يرفع وزير الدفاع الإسرائيلي شعار يجب اتخاذ إجراء عسكري هجومي، إلى جانب زيادة العقوبات الاقتصادية، والضغط السياسي على إيران، مشيراً إلى أن "الوقت المناسب للقيام بذلك هو الآن وفقط الآن، يجب عدم تأجيل الموضوع، لوجود نافذة استراتيجية تشكّل فرصة ذهبية لاتخاذ سياسة هجومية ضد إيران في سوريا".

وتعمل تل أبيب على مبدأ كلما زاد عدد القتلى الإيرانيين في سوريا في الوقت الحالي، زاد الضغط على طهران لسحب القوات من سوريا.. كما تعمل إسرائيل على إيصال رسالة حادة وواضحة إلى إيران مفادها: أنه ليس لديكم أي شيء تفعلونه في سوريا.

وترى تل أبيب أنه يجب عدم تكرار أخطاء الماضي، حينما سمحت لحزب الله قبل 25 عاما، بنشر قذائف بالقرب من الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، مما أدى إلى امتلاكه اليوم 140 ألف قذيفة.

وفي 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه قصف عشرات الأهداف "التابعة للحكومة السورية وإيران" داخل الأراضي السورية، غداة ما وصفه بإطلاق صواريخ من سوريا على إسرائيل.

وأكد محللون لـ "أنا برس" أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، وسيلة تهدف لإفهام رأس النظام السوري أن "استقرار حكمه مرتبط بإسرائيل".. وأن تل أبيب لو أرادت إسقاط نظام بشار الأسد لأسقطته خلال أسبوع.

ولكن يبقى التساؤل هل فعلا إسرائيل جادة هذه المرة ومن خلال تصريحات وزير دفاعها الجديد.. طرد إيران من سوريا؟ أم أن الامر لا يخرج عن سياق التصريحات الرنانة من الجانب الإسرائيلي؟

توظيف الملف الإيراني

يقول الخبير العسكري المعارض، العميد أحمد رحال لـ "أنا برس" إن التصريحات الإسرائيلية على لسان وزير الدفاع بوجود خطة جديدة لطرد إيران من سوريا "هي توظيف للملف الإيراني في الشأن الداخلي الإسرائيلي.. كما تفعل إيران تماماً حينما توظف الملف الإسرائيلي في الشأن الداخلي الإيراني".

ويوضح الرحال أن "كل الضربات التي وجهت إلى القوات الإيرانية العاملة في سوريا كانت ضربات محدودة ولم تكن ضربات قاصمة.. علماً بأن إسرائيل تملك من القدرة والإمكانيات والحلفاء التي تمكنها من اقتلاع جذور إيران من سوريا خلال شهر واحد.. كما بإمكانها إسقاط نظام الأسد خلال أيام". (اقرأ/ي أيضاً: تحذير إسرائيلي "شديد اللهجة" لنظام بشار الأسد)

وبحسب الرحال، فإن "إيران موجودة في سوريا بموافقة إسرائيلية وأمريكية.. ويجب التمييز بين نوعين من التواجد الإيراني في سوريا، فتواجد إيران التي تحمي نظام الأسد ليست مشكلة لإسرائيل.. إنما إيران التي تخل بموازين القوى في المنطقة هي المشكلة.. كما أن التواجد الإيراني قرب الحدود الإسرائيلية هي المشكلة أيضا ويجب ضربها وإبعادها فقط".

معضلة إسرائيل

يقول الأكاديمي المعارض، الدكتور عماد الأيوبي، إن "هناك معضلة تواجه إسرائيل، فمن جهة تريد إضعاف النظام السوري قدر الإمكان من دون إسقاطه.. ومن جهة أخرى تريد إخراج إيران والميليشيات من سوريا".

ويوضح الأيوبي أن "هدف إضعاف سوريا ومحور المقاومة سيؤدي إلی زيادة تلاحم الحلفاء بدل افتراقهم وبذلك يصبح خروج إيران وحزب الله من سوريا أمرا صعبا نوعا ما، لذلك تبدو المعضلة الإسرائيلية عصية على الحل حتى في الداخل الإسرائيلي إذ تُبرز خطابات مختلفة نتيجة تباين الأهداف الأولية والجديدة".

ويتابع الأيوبي: "لذلك نجد تبايناً في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تجاه الملف السوري والتواجد الإيراني في سوريا.. لذلك فإن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي لا تخرج عن هذا السياق.. ضمن هذا التخبط الإسرائيلي تجاه التواجد الإيراني والملف السوري.. فالمعضلة الحقيقية لدى إسرائيل خشيتها فتح معركة شاملة ضد جبهة المقاومة المتمثل بإيران وسوريا وحزب الله".

ويختم الأيوبي حديثه لـ "أنا برس" قائلا: "القوة الجوية الإسرائيلية لوحدها لن تكون كافية لإخراج إيران من سوريا.. فالمشروع الإيراني في سوريا واسع وعميق ومتعدد الأوجه، وبعض عناصره معرضة بشدة للقوة الجوية، لكن البعض الآخر ليس كذلك"، (أقرا أيضا: «إيران باقية وتتمدد».. كيف نجح نظام الملالي في شراء سوريا؟ (التجنيس نموذجاً) (تحقيق)