http://anapress.net/a/100310728465140
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الاتفاق مع تركيا حول إقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب على امتداد خط التماس بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية.
وأشار بوتين في أعقاب مباحثاته مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي، أمس الاثنين: "خلال اللقاء بحثنا هذا الوضع (في إدلب) بالتفصيل وقررنا إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 – 20 كلم على امتداد خط التماس بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية بحلول 15 أكتوبر المقبل".
وأوضح بوتين أنه "سيتم إخلاء المنطقة المنزوعة السلاح من كل الجماعات المسلحة المتطرفة، بما فيها جبهة النصرة".. مضيفاً أنه من المقرر سحب الأسلحة الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ ومدافع كل الجماعات المعارضة بحلول 10 أكتوبر المقبل، وذلك باقتراح من الرئيس أردوغان.. مؤكداً أن القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية ستقومان بمهمة المراقبة في المنطقة.
من جهته، قال الرئيس أردوغان "إنني على اقتناع بأننا بهذا الاتفاق تجنبنا حصول أزمة إنسانية كبيرة في إدلب"، مضيفا أن "روسيا ستتخذ الخطوات اللازمة لضمان عدم حصول أي هجوم على منطقة خفض التصعيد في إدلب".. مؤكداً أن المعارضة ستبقى في أماكنها، و"سنضمن عدم نشاط المجموعات المتطرفة في المنطقة".
وتعقيبا على الموضوع اعتبر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة "عقاب يحيى" بأن الوصول الى اتفاق يمنع حرباً في إدلب والتي من شأنها أن تشكل كارثة إنسانية كبيرة وتلحق ضرراً كبيراً بالبنى التحتية على غرار ما جرى في الغوطة، يعدّ أمراً إيجابياً للأطراف المتنازعة كافةً.
وأوضح يحيى خلال اتصال هاتفي مع "أنا برس" أن الاتفاق يبدو متكاملاً عبر التنسيق بين روسيا وتركيا بتسيير دوريات لمراقبة المنطقة منزوعة السلاح مضيفا أنه تبقى الإشكالية الكبرى "هيئة تحرير الشام" وهذه الإشكالية تكمن في وجود عدد من المقاتلين لا يستهان به منضوين تحت لواء "هيئة تحرير الشام"، "المقاتلين الأجانب والحزب الإسلامي التركستاني".
وأشار عضو الائتلاف أن المحاولات التركية لم تتوقف خلال الفترة السابقة من أجل نزع سلاح "هيئة تحرير الشام" ودمجها بالعملية السياسية المدنية. محذراً ألا تقدم "هيئة تحرير الشام" المصنفة على أنها تنظيم إرهابي على تصرفات من شأنها أن تشكّل مبررات لروسيا والنظام لخرق الاتفاق واقتحام ادلب.
نأمل ألا تقدم "هيئة تحرير الشام" على تصرفات تشكّل مبررات لروسيا لخرق الاتفاق
من جهته الكاتب والمعارض السوري خطيب بدلة، أكّد على أن الاتفاق يبدو وكأنه حبل النجاة لثلاثة ملايين من السوريين الموجودين في إدلب والذين كانوا يرون سكاكين الإيرانيين والروس والنظام السوري والميليشيات الداعمة تُسنّ لذبحهم.. وبظهوره شعر الناس بالانفراج، وهذه السياسة تم التوصّل إليها بعد سبع سنوات من الحرب التي يشنها النظام وحلفاؤه على الشعب السوري..
وبحسب بدلة، فأنها خطوة في المجهول، فالاتفاق ليس جيداً بالمعنى السياسي والوطني، فليس هناك على الصعيد السياسي حلولاً جاهزة تلوح في الأفق، ولكن ربما تكون خطوة إلى الأمام تجاه الظلام الذي يلف القضية السورية، ويبقى الاتفاق في النهاية خطوة مهمة في حقن دماء المدنيين وعلى الصعيد السياسي يمكن أن يجعل من التقسيم المحتمل لسوريا أمراً واقعاً.
وأشار بدلة إلى أن تركيا وضعت كل ثقلها من أجل الوصول إليه لأن خروج تركيا من المنطقة يعني خسارة جميع أوراقها وهذا هو سبب تلويح تركيا بالدفاع على إدلب في حال قيام النظام وحلفاؤه بعملية عسكرية فيها ما دفعها لحشد قواتها على الحدود السورية وربما أدخلت بعض قواتها إلى الداخل حسب اتفاق أستانة لعام 2017 الذي يقضي بنشر نقاط مراقبة وقد تكون أدخلت أعداداً أكثر من المطلوب.