المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

الطلاق الروحي.. جفاف وصحراء الحياة الزوجية

 
   
11:34

http://anapress.net/a/825127069688783
4312
مشاهدة


الطلاق الروحي.. جفاف وصحراء الحياة الزوجية

حجم الخط:

"حياتنا كانت أشبه بالمستحيل.. قصة الطلاق لم تبدأ من ذاك اليوم الذي وقعت فيه المشكلة الأخيرة ثم قررنا بعدها الطلاق.. قصة طلاقي من زوجي السابق بدأت لما اكتشفنا عدم قدرتنا على فهم بعضنا البعض، وأننا لا نلتقي إلا على مائدة الطعام فقط.. انعدمت الثقة بيننا بشكل ملحوظ.. وذهب الاحترام، وعندما يذهب الاحترام يضيع كل شيء".. تروي (هنادي) قصة طلاقها من زوجها والتي بدأت بـ "انفصال روحي" ابتداءً ثم ما لبثت بانفصال ثبتوي ورسمي.

تقول هنادي "أصبحت أشعر أنني لا أريد أن أتكلم معه لأنني عندما أرى وجهه أو أتحدث إليه كأنني أتحدث مع شخص غريب وأصبح أشعر بعدم الراحة معه، ولم يعد هناك أي حديث مشترك بيني وبينه".

الزواج هو السكينة والمودة والرحمة، و"عش الزوجية" هو السكن والراحة، وأن يكون الطرفان رفيقا درب واحد، يكملا بعضهما البعض، وإن انتفت كل تلك المعاني فإن خللًا حتميًا سوف يحدث في العلاقة الزوجية، قد تصل الأمور إلى الطلاق والذي عادة ما تكون مؤشراته بيّنه من خلال "انفصال عاطفي" سبق عملية الطلاق، سببه غياب التفاهم والاحترام.

"أصعب شيء أن يعيش الزوجان في منزل واحد وتحت سقف واحد ولا تربطهما سوى تلك الأوراق الثبوتية الرسمية، بينما هم في الحقيقة بعدين كل البعد عن بعضهما تماماً ، لا توجد روابط روحية بينهما".. وهو ما يسمى بالطلاق الروحي أو الطلاق العاطفي بين الزوجين.

 فاطمة: أصبح زوجي يتوتر وينزعج من أقل كلمة بيننا، أصبح يشعر بالعجز والنقص تجاهي، باتت حياتنا كالصحراء لا ماء فيها ولا روح

ومن مظاهر الطلاق الروحي أو العاطفي، عدم ارتياح الزوج في البقاء في المنزل، كثرة صمت الأزواج وعدم تبادلهما أطراف الحديث، عدم إحساس الزوجين بالميول للآخر، ضعف العلاقة الجنسية بين الزوجين، خلو الحياة الزوجية من طابع التجديد، التضجر والتأفف من أي مشكلة أو نقاش ينشأ بين الزوجين، سيادة حالة العزلة بين الزوجين.

تقول الاخصائية النفسية سهام السعد: إن الطلاق الروحي هو جفاف أو فتور بالعلاقة، بعد فترة من الزواج حيث تصبح هناك حالات فتور بالحياة الزوجية نتيجة الروتين أو تغير العادات أو طبيعة الارتباط في اساس اختيار االزوج.

وتتابع: هناك عدة عوامل تؤدي للطلاق الروحي كما توضح السعد، وهو تباعد بين الزوجين بالروح والجسد والفكر، الضغوط المادية وغلاء المعيشة مع الطلبات المتكررة، أنانية أحد الأطراف، فينظر الرجل أو المرأة لمتطلباته الشخصية فقط دون الإحساس بالطرف الآخر، تفضيل الآخرين على الطرف الآخر، بمعنى ان يفضل الرجل أهله أو أصدقائه على زوجته، التقليل من شأن الآخر بالقول أو الفعل، أمام الناس أو أمام أولاد، بخل الرجل على أهل بيته بالمال أو بالمشاعر أو حتى بالوقت. وكذا غرور أحد الأطراف وتعاليه على الطرف الآخر، فقدان الثقة بين الزوجين وانعدامها

 هذه العوامل أو الأسباب تؤدي الى شيء يسمى الصمت أو الخرس العاطفي والوضع يصبح صعب معقداّ كثيراً، وأنا برأي الشخصي يكون الطلاق الفعلي أفضل بكثير من الطلاق العاطفي بما له سلبيات كثيرة على الأولاد، على حد تعبير السعد.

 تقول (فاطمة): أنا امرأة أحب زوجي كثيرا، تزوجنا عن حب عميق، جاءت الحرب وظروفها لتدمر كل شيء، فاضطررنا للنزوح لبلد آخر.. الضغوطات المادية من أهم المشاكل التي واجهتنا منذ قدومنا لهذا البلد.. فرص العمل شبه معدومة بصعوبة بالغة وبعد عناء طويل استطعنا أن نجد عملًا ولكن الفرصة كانت لي وتبادلت الأدوار بيننا أنا بالعمل وزوجي بالبيت مع الأعمال المنزلية وتربية الاطفال ومع مرور الوقت بدأت المشاكل تظهر بيننا. 

وتواصل فاطمة رواية قصتها قائلة: أصبح زوجي يتوتر وينزعج من أقل كلمة بيننا، أصبح يشعر بالعجز والنقص تجاهي، باتت حياتنا كالصحراء لا ماء فيها ولا روح.. نسكن في منزل واحد لكن بدون رووح بدأت الفجوة تكبر وتتسع لان وصلنا لطريق مسدود.

فيما تقول رانيا: أنا متزوجة من عشر سنوات، تزوجنا زواجًا تقليديًا ولكن حياتنا كانت مستمرة وناجحة ولا شوائب تعكر صفو حياتنا.. ولكن حاليا نعيش حياة باردة جدا ومملة، أنا استيقظ وهو ينام، لا حوار ولا نقاش بيننا، لا نلتقي على أي شيء، نمثل السعادة أمام الاصدقاء والناس، نحاول أن نحافظ على شكل العائلة درءً لكلام الناس ومن أجل الأولاد، أطفالنا بدأوا يشتكوا ويعانوا من هذا البعد والبرود الحاصل بيننا، زوجي يفضل أهله وأصدقائه عني وعن اطفالي، ولا يفضل البقاء في البيت، يقضي معظم وقته عند أهله وأصدقائه ..يشعرنا اننا نحن على هامش حياته مما خلق هذه الحالة المستعصية بيننا.(اقرأ أيضًا: طلاق الإنترنت يثير الجدل في الأوساط المجتمعية في الداخل السوري).

تقول الأخصائية النفسية سميرة الأيوبي: مشكلة الطلاق الروحي بين الزوجين تشكل أكبر ضرر من الناحية النفسية والأثار الاجتماعية على الأطفال، لأن الأطفال هم الأكثر عرضه للاضطرابات النفسية، حيث يقع الطفل في حالة مساءلة: لماذا أبي لا يتكلم مع أمي، أو العكس؟!

وكما نجد بأن معظم الآباء يستخدمون الطفل مرسال بينهم هنأ تنشأ المشاكل النفسية حيث يقبع في حاله من الاضطرابات النفسية والقلق والعزلة والاكتئاب كما أنه يصبح غير متفاعل وغير متكيف مع باقي الأطفال.. الطفل هنا يقع في حاله حيرة، انا مع أمي أم مع أبي لماذا يحدث هذا في عائلتي ...؟!! لم نكن هكذا من قبل...؟!

هذه الحيرة ممكن أن تجعل الطفل فريسه لكثير من الأمراض النفسية الصعبة ويقع بالاكتئاب ويدخل الطفل في هذه المرحلة أيضا في مرحلة الصمت اللاإرادي، بحيث أنه لا يستطيع أن يسأل أحد، لأنهم لا يعلمون المجريات التي تحدث ضمن إطار هذه العائلة، الطفل ينتكس جراء ذاك الوضع وبالتالي يتوجب علينا أن نقف هذا الطلاق الروحي وممكن أن يكون هناك طلاق ايجابي بحيث أنها لا تؤثر على علاقتهم بأبنائهم وتكون أقل ضررا على الصعيد العائلي.

لتجنب الطلاق العاطفي

فيما تشير الاخصائية النفسية سهام السعد إلى أنه لتجنب الطلاق الروحي بين الزوجين، لابد  من فتح الحوارات والمناقشات الهادئة الهادفة بين الزوجين التي تساعد على خلق جو عاطفي يغذي الحياة الزوجية ويشبعها، وعلى الزوجين أن يغذيا مشاعرهما بالكلمات العاطفية، وألا يجعلا ضغوطات الحياة تؤثر على مشاعرهما، وخلق جو التجديد لكسر جدار الرتابة والروتين العاطفي.

وبدورها تؤكد الأخصائية سميرة الأيوبي أنه على الزوجين أن يتعودا منذ بداية الزواج وحبذا لو كان الاتفاق على هذا منذ الخطوبة على المكاشفة والمصارحة حال وجود أي مشكلة، والاعتراف بالمشكلة والمكاشفة والمصارحة مباشرة وعدم جعل المشاكل تتراكم فنصل إلى مرحلة لا يمكن حلها، واللجوء للمختصين لطلب النصح والمشورة في حال وجود أي مشكلة لم يستطيعا حلها.