المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

هذا ما حدث للأسرة السورية في زمن الحرب

 
   
10:00

http://anapress.net/a/382110075343829
1696
مشاهدة


هذا ما حدث للأسرة السورية في زمن الحرب

حجم الخط:

فند الخبير التربوي السوري د.فايز نايف القنطار، التغيرات التي طرأت على الأسرة السورية على وقع الحرب الممتدة منذ العام 2011 وحتى الآن، مؤكدًا على تأثير النزوح والهجرة في إحداث تفكك للأسرة السورية وكذا إحداث اضطرابات واسعة في العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة.

ما بين أم تشجع أولادها على الهجرة خوفًا عليهم من مخاطر الحرب، وأهالي يرحبون بزواج القاصرات، وأطفال دون معيل بعد فقدان آبائهم أو اعتقالهم، وظروف اقتصادية صعبة، متغيرات عديدة ألقت بظلالها على المجتمع السوري والأسرة السورية كان لها دورًا في عملية "تآكل النسيج الاجتماعي" كما يقول قنطار في إفادته لـ "أنا برس".

وبحسب القنطار، فإن هنالك العديد من التداعيات الاجتماعية والنفسية جراء تفاقم حالة العنف التي تشهدها البلاد، من بين تلك التداعيات زيادة نسب الفقر والبطالة وعمليات النزوح، وهي الأزمات التي لها انعكاسات كبيرة وواضحة على الأسرة السورية وأدت إلى تشتت أفراد العائلة وانقسامهم، مشيرًا إلى الانقسامات الكائنة بين أفراد العائلات السورية انطلاقًا من "الموقف السياسي".

يواجه الأطفال السوريون شتى أنواع المعاناة والمخاطر والحرمان ونقص الرعاية في مختلف الأطر
  القنطار

وتحدث القنطار كذلك عن حالات العنف الأسري ومعدلات الطلاق في المجتمع السوري، باعتبارها أحد المشكلات الكائنة جراء الأوضاع التي تشهدها سوريا.

كما تحدث القنطار في السياق ذاته عن دور فئات الأسرة السورية، بداية من "المرأة" التي تغير دورها بصورة لافتة، فصارت المرأة السورية تؤدي أدوار مضاعفة وتتحمل مسؤوليات جسام في تدبير شؤون الأسرة، وتعمل الكثير من السوريات على تأمين أمور الحياة اليومية للأسرة من مأكل وملبس ومشرب وغير ذلك، بخاصة اللاتي فقدن أزواجهن في الحرب الدائرة في البلد، وذلك إذا ما أخذ في الاعتبار أن نسبة من 25 إلى 40% من الأسر السورية (في دول اللجوء) تعيلها امرأة، بما يعكس حجم المهام الملقاة على عاتق النساء وتغير دورهن بمسؤوليات جسام وكبيرة.

وفي سياق الحديث عن المرأة، تحدث الخبير التربوي السوري عن مسألة ارتفاع حالات الطلاق بالأسر السورية، كما تحدث عن تراجع معدلات الزواج، وأيضًا زيادة أعداد من فقدن أزواجهن (أرملة واحدة من بين كل ست سيدات)، جميعها مؤشرات دالة على ما حدث للأسرة السورية في زمن الحرب.

ويتحدث القنطار كذلك عن المعاناة التي يلاقيها أطفال سوريا. ويورد في ذلك الإطار إحصائية تقول إن مليون طفل سوري فقدوا أحد والديهم أو كليهما في الحرب الدائرة في سوريا (90% منهم غير مكفولين)، مستدلاً بإحصاءات دولية وبيانات تقول إن سوريا أخطر المناطق بالنسبة للأطفال.

يواجه الأطفال السوريون شتى أنواع المعاناة والمخاطر والحرمان، ونقص الرعاية في مختلف الأطر. ويقول القنطار "يجب أن تحملنا هذه المعاناة على مضاعفة الجهود ووضع البرامج طويلة المدى لمواجهة هذه المشكلات والحد من آثارها ، وتوفير فرص الرعاية والتعليم للحد من تأثير هذه المشكلة على مستقبل المجتمع السوري".

أولى ضحايا الحرب ، كانوا من الأطفال والنساء فهم الحلقة الأضعف في المجتمع . يعتمد 6 ملايين طفل سوري على المساعدات الإنسانية. ويعيش ربع مليون طفل في مناطق محاصرة محرومون حتى من وصول المساعدات وتعذر وجود الخدمات الطبية . فمعاناة الأطفال في سوريا أخذت ابعادا كارثية من حيث حجمها ومدة استمرارها.

ويستند القنطار إلى إحصائية تقول إن الحرب على الشعب السوري أدت إلى احداث  أكثر من 1.5 مليون اعاقة،  ويقدر عدد الأطفال المحرومين من التعليم باكثر من 3 ملايين طفل. داخل سوريا، يوجد نصف مليون طفل خارج المدرسة و 5000 مدرسة  (أي ثلث عدد المدارس تقريبا) خارج الخدمة . 7.5 مليون طفل ومراهق يحاجة لدعم تعليمي.

ومن ثم تحتاج سوريا بعد الحرب إلى جهود ضخمة في الدعم النفسي للأسرة وإعادة دمجها في المجتمع وتوفير سبل الدعم المادي والمعنوي لترميم العلاقات الاجتماعية وبناء حوار مجتمعي يتيح فرص التعبير الحر ويقوم على التكافل الاجتماعي لترميم ما تركته الحرب من ندوب في الحياة النفسية والاجتماعية ، فآثار الدمار لم تقتصر على المدن والبلدات والبنية التحتية والخراب العمراني، بل أصابت العلاقات الاجتماعية والنفسية في الصميم.