http://anapress.net/a/25524681444819
هدأت العاصفة بعد أربعة أيام من الاقتتال الذي وصف بالأعنف، والتي كانت بمثابة مسألة وجود أو لا وجود لطرفي النزاع في ادلب متمثلين بفصيلي أحرار الشام وهيئة تحرير الشام، التي تمكنت من السيطرة على معظم المواقع التي كانت بحوزة أحرار الشام وأهمها معبر باب الهوى الحدودي قبل إصدار بيان مشترك من الطرفين تم خلاله وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات بعد عشرات القتلى بينهم مدنيون.
حيث كان يوم أمس الجمعة الأعنف خلال الاقتتال الذي استمر بينن الطرفين لأيام تمكنت خلاله هيئة تحرير الشام من السيطرة على معظم المدن والبلدات التي كانت تديرها أحرار الشام وحصرها في جبل شحشبو والقسم الشرقي من جبل الزاوية وريف معرة النعمان الشرقي.
وتمكنها أيضاً أمس من محاصرة معبر باب الهوى الحدودي الذي يخضع لإدارة بحتة من قبل أحرار الشام وتحويله لساحة اشتباك انتهت بمحاصرة عدد كبير من عناصره وقياداتها داخل البناء الرئيسي للمعبر بينهم القائد العام للحركة "أبو عمار العمر"، الأمر الذي أوهن من قوة الحركة وأضعفها بعد أن شارفت على الانتهاء، فآثرت القبول بالتفاوض من تحرير الشام استمرت المفاوضات لساعات طويلة تم خلالها الخروج بقرار سريع ومفاجئ تم من خلاله وقف إطلاق النار من الجانبين، فيما يتم الآن ترتيب الأوراق حول الجهة التي ستستلّم إدارة المعبر والتسريبات تشير إلى أنها ستكون مدنية.
فخلق المعركة السابقة وتداعياتها التي تطورت بشكل كبير عمّ محافظة ادلب، كان السبب الرئيسي لها هو رغبة هيئة تحرير الشام تخليص أحرار الشام إدارة معبر باب الهوى الاستراتيجي والمنفذ الوحيد للشمال السوري مع تركيا حيث يتم من خلاله يومياً دخول عشرات الشحنات التجارية والإغاثية والمساعدات الانسانية.
ويدرّ معبر باب الهوى على أحرار الشام مبالغ مالية طائلة تتجاوز الـ 40 ألف دولار يومياً، الأمر الذي أثار حفيظة تحرير الشام وأرادت تحييد الحركة عن إدارته، في الوقت الذي أشار محللون إلى أن عملية انشقاق حركة نور الدين الزنكي عن هيئة تحرير الشام وتشكيلها بالاشتراك مع فيلق الشام قوات فض نزاع بين الطرفين بشكل محايد، كانت عبارة عن خطة بالاتفاق مع الهيئة ليستلم الزنكي إدارة المعبر من الحركة على أنه طرف محايد في النزاع.
بيان الاتفاق بين الطرفين والذي أصدرته أحرار الشام ممهوراً بتوقيع الناطق الرسمي باسمها أسامة أبو زيد قال فيه: "تم الاتفاق بين الأخوة في حركة أحرار الشام الإسلامية وهيئة تحرير الشام على وقف إطلاق النار وإخلاء المحتجزين من الطرفين وخروج الفصائل من معبر باب الهوى وتسليمه لإدارة مدنية"، الأمر الذي لازال يثير شكوكاً حول البند الأخير المتضمّن تسليم المعبر لإدارة مدنية، حيث أنه كان سبب النزاع والاقتتال الذي جرى ويطمح من خلاله كلا طرفي النزاع للسيطرة على المعبر وتحقيق المكاسب الشخصية فقط.